يحيي الفلسطينيون في قطاع غزة اليوم الذكرى الاولى للحرب الدموية التي شنتها اسرائيل عليهم في مثل هذا اليوم والتي انتهت باستشهاد اكثر من 1434 فلسطينيا اضافة الى اصابة الالاف بجراح.
ويأتي احياء الذكرى وسط استمرار حالة الانقسام التي مازالت تعصف منذ اكثر من ثلاث سنوات بالسشكرا الفلسطينية عدا فشل الجهود التي بذلها العرب والمصريون لتحقيق مصالحة بين حركتي (فتح) و(حماس).
وقد بدأت الحرب الاسرائيلية بسلسلة من الغارات المكثفة التي بدأت في حوالي الساعة الحادية عشرة والثلث في مثل هذا اليوم وقامت بتنفيذها عشرات الطائرات التي اطلقت عشرات الصواريخ على عدد كبير من المواقع في قطاع غزة.
وخلال ثوان محدودة امتدت الغارات لتغطي قطاع غزة من شماله الى جنوبه في بداية الحرب التي اسمتها اسرائيل (الرصاص المصبوب) والتي قتلت في اول يوم لها 270 فلسطينيا عدا سقوط عشرات المصابين.
وكان اليوم الاول اكثر الايام دموية في كل ايام الحرب من حيث عدد الشهداء الذين سقطوا فيها والتي احدثتها الغارات الجوية التي لم تتوقف في ايام طويلة اتت على الكثير من الاخضر واليابس في مشهد لم تنته اثاره حتى الان.
ومن المقرر وفق ما اعلنت عنه الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة التي تقودها حركة (حماس) ان تتوقف السيارات وحركة المرور في مختلف الشوارع والميادين العامة قرابة الساعة الحادية عشرة اجلالا لارواح شهداء الحرب.
وتسمي حركة (حماس) الحرب (بمعركة الفرقان) كما ترى ان اسرائيل فشلت من خلالها في تحقيق اهدافها العسكرية والسياسية موضحة "ان السقوط الاخلاقي لاسرائيل كان مدويا".
وتسببت هذه الحرب بتدمير عشرات الاف المنازل كليا وجزئيا في مختلف انحاء قطاع غزة الذي تمنع اسرائيل ادخال مواد البناء والزجاج اليه الامر الذي ترك الالاف يعيشون في الخيام او عند اقاربهم.
وفي تمام الساعة الحادية عشرة والثلث من ظهر اليوم يشعل رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية والطفل لؤي صبح شعلة الانطلاق للحملة الخاصة باحياء ذكرى الحرب وسط عروض كشفية لطلبة المدارس.
وكان من المقرر ان تنطلق الفعاليات في مقر قيادة الشرطة الفلسطينية المسمى ب (الجوازات) قبل ان يعلن عن نقله الى مبنى المجلس التشريعي الفلسطيني دون ايضاح الاسباب.
كما سيجرى اليوم افتتاح كلية الشرطة على شاطئ بحر غزة في مبنى كان حتى وقت قريب مقرا لتلفزيون فلسطين الذي توقف عن العمل غداة سيطرة (حماس) على القطاع قبل العامين ونصف العام.
كما سيتم اليوم كذلك وفق ما اعلن تنظيم مسيرات جماهيرية باتجاه المجلس التشريعي حيث سيلقي رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة هنية خطابا بهذه المناسبة.
ومن جانبها تؤمن حركة (حماس) ان الحرب على غزة " استهدفت تجريدها من قدراتها الصاروخية والعسكرية التي شكلت هدفا مركزيا لم يتحقق بوقف اطلاق النار الذي استمر 22 يوما متواصلة".
وتتفق الكثير من المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية على ان اسرائيل استخدمت اسلحة محرمة في حربها على غزة واثبتت اخر الابحاث ارتفاع عدد المواليد الجدد المشوهين الذين ولدوا خلالها نتيجة التأثيرات التي تركتها هذه الاسلحة.
كما تتواصل كل اشكال المعاناة بين الفلسطينيين من سكان هذه المنطقة التي يعيش فيها نحو مليون ونصف مليون نسمة تعيش غالبيتهم العظمى على المساعدات الغذائية التي تقدمها لهم المؤسسات الدولية المختلفة.
وذكر تقرير اصدرته مؤسسة (هيومان رايتس ووتش) بالامس عن غزة " أن اسرائيل لم تعاقب ايا من المسؤولين فيها عن ارتكاب انتهاكات خطيرة خلال المعارك التي شهدتها الحرب".
واضاف " ان الجيش الاسرائيلي هدم على نحو متعمد ودون مبرر عسكري عددا كبيرا من الممتلكات المدنية ومنها مزارع ومصانع وجزء كبير من شبكة توزيع المياه وشبكات الصرف الصحي التي لم يعد اصلاحها حتى اليوم".