شدتني نسمة أتت من شاطئ البحر
كنت أجلس كعادتي .. بقربه والبساط من تحتي جميل الألوان
والنوارس من فوقي تداعب مخيلتي وتحوم في جوي
فكتبت كلماتي من وحي جمالها ..
ورسمت لوحاتي من بديع خلقتها
حتى غابت شمس ذلك اليوم ..
كنت سأذهب فألهمني إحساسي بأن أنتظر
جلست أنتظر .. حقيقة لم أعلم ماذا أنتظر
ولكن أحسست أني لم أفهم تلك النوارس
فأرادت أن توصل خبرا لي ...
فانتظرت .. وانتظرت .... وانتظرت
حتى أتاني ذلك المركب الصغير
المتهالك من أمواج عاتية أثارتها أعاصير قاسية
فوجدتك على متنه .. لم أكن أعرف حتى اسمكِ ولكنك تعرفيني
فدعيتني باسمي .. لنرمم ذلك المركب لنبحر به
لا تهزه أعاصير أو رياح
حتى نصل شاطئ جزيرة هادئة ..
فنترك مركبنا لنكمل بقية الرحلة .. سباحة إلى الساحل
لكي لا يبقى .. أي ذكرى من رحلتك السابقة والأليمة ..
سواء كانت سعيدة أم حزينة
ونعيش بذكرياتنا ... أنا وأنت فقط
دون معاناة أو سهر ..
ودون خيانة أو فشل ..
وبحب يفجر كل إحساس بالملل ....
أتمنى أن تصلك كلماتي .. وتعيشي بأجوائها بغير صورة أو منظر
وإن سألتني ...
ماذا كان البحر ؟.. فأقول بأنه الأرض التي نعيش عليها
والبساط جميل الألوان ؟.. فهو صفحاتنا التي نكتب عليها
والنوارس ؟.. هي كلماتكِ ومعانيك الموجهة إلي
المركب المتهالك ؟.. هو حبك الذي يعاني من خيانة حبه وغدر قدره
أما الجزيرة ... فهي الأمان لي ولكِ
هذه قصتي معك ... فلا تتخلي عني أبدًا
بعد أن أحييت أمل الحب الصادق من جديد في قلبك
وعشته معك ..